الرئيسية » » التطور التاريخي لعلم النفس الاجتماعي

التطور التاريخي لعلم النفس الاجتماعي


التطور التاريخي لعلم النفس الاجتماعي

بعد التطور الكبير في أبحاث علم النفس الاجتماعي في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. هناك اعتقاد بأن علم النفس الاجتماعي الحديث قد ولد في منتصف القرن العشرين فقط، وبعد الانتشار الفجائي لهذا العلم وغزر إنتاجه، يحاول أصحاب هذا الرأي إغفال النظر عن الماضي بما فيه من تأملات ذهنية حتى لا تعوق تقدم حركة علم حيوي جديد.
وقبل أن يصبح علماً بحث فلاسفة السياسة عن إجابة لهذا السؤال، "ما هي الطبيعة الاجتماعية للإنسان؟".
إن الاهتمام بمشكلة علم النفس الاجتماعي أي الطبيعة الاجتماعي للإنسان قديم وحديث في نفس الوقت.
إن أسلافنا الذهنيين كانت تنقصهم الوسائل الدقيقة، في البحث التجريبي، إلا أنهم أورثونا رصيداً مهماً من الملاحظة والفروض والأبعاد والاستبصارات العميقة. ويبين تأريخ العلوم كيف أن عثرات جيل ما من العلماء قد تصبح أساس بناء لدى جيل آخر.
نشأة علم النفس الاجتماعي وتطوره:
"هل في استطاعتنا الأدعاء بأن شخصاُ واحداً في إمكانه تغيير مجرى التاريخ؟ أو أن شخصاً بمفرده أسس علماً؟".
إذا أخترنا هذا الاتجاه في الشرح، أمكننا انتقء عدد من المفكرين الذين لهم شرف تأسيس هذا العلم مثل أفلاطون، أرسطو، هوبز،  كونت، هيجل، لازاروس، وشتاينثال، تارد، روس وغرهم، لكل من هؤلاء الرجال فضل كبير.
الحقيقة تؤكد أن جذور علم النفس الاجتماعي الحديث قد ثبتت في التربة الميزة للتفكير الديمقراطي. بل أنه – أثر من معظم العلوم الأخرى – يحتاج إلى تربة تتغذى بمزيج من مبدأ حرية الاستفسار وفلسفة وآداب الديمقراطية، إن حالات التصدع الاجتماعي والحاجات قدمت "بواعث ومحاولات جريئة في إجراء حلول عملية للمشكلات الاجتماعية فقد بدأ علم النفس الاجتماعي ينتعش بعد الحرب العالمية الأولى، والحرب العالمية الثانية، وإن ما نجم عنها من انحرافات، كأن مثيراً لجميع فروع العلم الاجتماعي، وكان تحدياً خاصاً، إذ "كيف يمكن الاحتفاظ بقيم الحرية وحقوق الفرد تحت ظروف الضغط الاجتماعي والتحركات العسكرية؟".
يبدو أن الارتقائية العملية قد أثبتت أقصى خصوبة للنمو المؤكد لهذا العلم، وكذلك كانت الدوافع العملية والإنسانية تلعب دائماً دوراً مميزاً في تطوره.
فيعتقد كل من هوبرت سبنسر في انكلترا، ولدوفيج جامبلوفيكز في النمسا، وجراهام سامنز في الولايات المتحدة، "إن التطور الاجتماعي في رأيهم، يحتاج إلى وقت، ويخضع لقوانين فوق قدرة تحكم الإنسان، والخدمة العملية فقط للعلم الاجتماعي هو تحذير الإنسان من التعرض لاتجاه الطبيعة".
فنجد في معظم علماء النفس الاجتماعي يشاركون كونت نظرته المتفائلة نحو فرص الإنسان لتحسين طريق حياته. ألم يحسن الإنسان فعلاً مصالحة المادية بواسطة العلوم الطبيعية، وصحته أيضاً بواسطة علما لأحياء، فالحروب لم تمح، ومتاعب العمل لم تنقص، وتوترات الأجناس لم تخف لكن المتفائلين يقولون:
"وفر لنا وقتاً، وأعطنا مالاً للبحث"
نظرية المراحل الثلاث لكونت:
على أية حال، توجد أكثر احكاماً للنظر والاهتمام المتزايد حالياً بعلم النفس الاجتماعي. ويمكن توضيح ذلك بنظرية كونت ذات المراحل الثلاثة حيث يقول:
"أنه حديثاً فقط، تركت العلوم الاجتماعية قيود المرحلتين الأوليتين: اللاهوتية والميتافيزيقية على التوالي، ودخلت كلية مرحلة ثالثة هي الوضعية".
ورغم أن كونت كان يسعى إلى فتح المرحلة الثالثة بنفسه، فمن الواضح أن ثمرة كفاحه قد تأخرت حوالي قرناً من الزمان حتى تطورت أدوات التجريب الوضعية والإحصاء وطرق المسح وغير ذلك من الأدوات إلى درجة مناسبة أكثر نضجاً ودقة.
وقد قدم "هورتل هارت" عن اقتناع – رسماً بيانياً يمثل صعود منحنى الإنتاج الحالي للعلوم الاجتماعية، والتأخير الآخذ ي الانتهاء الآن قد نجمت عنه فجوة ثقافية خطيرة "احبورن 1922" ترجع إلى سبق دخول العلوم الطبيعية في مرحلة الوضعية. وكذلك نجد التطورات التكنولوجية تسبق كثيراً التقدم الاجتماعي لدرجة كبيرة ومهمة. "يستطيع الإنسان أن يحول المادة إلى طاقة، ولكنه اجتماعياً، لا يستطيع التحكم في الطاقة التي أبدعها".
كذلك تنضح الفجوة الثقافية في صور كثيرة من الحياة الاجتماعية، حيث تظهر الانحرافات وتنتشر.

شارك الموضوع :

0 comments:

إرسال تعليق

مسلسل العشق الأسود

مسلسل حريم السلطان الجزء الرابع

مسلسل من النظرة الثانية

مسلسل وادي الذئاب الجزء التاسع

مسلسل حكاية حب - حكاية عشق

مسرحية تياترو مصر

 
جميع الحقوق محفوضة لموقع عرب كلود مستضاف لدى بلوجر
تصميم محمد سواح تعريب عين العرب