تطبيقات علم النفس الاجتماعي في مجال الانتاج
الروح المعنوية
المقصود بالروح المعنوية الرغبة القلبية من جانب الفرد لزيادة إنتاجه وإجادته. فهو ذلك الاستعداد الطبيعي والمكتسب الذي يدفع الفرد إلى الإقبال بحماس على مشاركة زملائه في نشاطهم،و من ثم فهو يتعلق بشعور الأفراد بعضهم نحو بعض وشعورهم نحو رسائلهم ومرؤوسيهم ونحو المجتمع الذي يعملون له. وأهم ما يذكر هذا الشأن أن الروح المعنية لا يمكن شرائها بالمال ولكنها شعور يتكون في كل فرد نتيجة لاعتبارات عادية ومعنوية لا يمكن شرائها بالمال ولكنها شعور يتكون في كل فرد نتيجة لاعتبارات عادية ومعنوية كثيرة.
وتعتبر أهم مشكلة تواجهها الإدارة هي إثارة ولاء الفرد نحو الجهاز الذي يعمل فيه ورفع روحه المعنوية، ويمكن تلخيص أهم مظاهر ارتفاع الروح المعنوية بني الأفراد فيما يلي:
1. عدم وجود صراع بين الأفراد بعضهم البعض.
2. تماسك بين الأفراد لتحقيق هدف مشترك يجب الوصول إليه.
3. قدرة الأفراد على مجابهة الأزمات والمشاكل بشيء من الحزم وتكتيل أنفسهم للظروف المثيرة التي تواجههم.
4. إرتفاع في كمية الإنتاج وتحسن في جودته ونوعيته.
5. قلة في الأيام التي يتغيبها الفرد عن عمله أو في تأخره عن مواعيد الحضور المقررة.
6. إنخفاض في معدل الشكاوي والتوترات.
ولكي يرفع من معنوية الفرد لابد من أن نهيئ له الظروف والشروط التي يطلبها في العمل الذي يزاوله أهمها:
أولاً: أن تهيأ لكل فرد فرصة التعبير عن نفسه في عمله، وفرصة أداء هذا العمل بدرجة من الاتقان تجعله يعتز بانتاجه.
ثانياً: أن يشعر كل فرد بأن مجهوده موضع تقدير وأن رئيسه يدرك تماماً مدى صعوبة الأعمال التي يقوم بها وأنه يقدر عمله مهما كان بسيطاً.
ثالثا: أن يشعر كل فرد بمدى أهمية الدور الذي يلعبه في العمل.
أن يكون نوع النشاط الذي يطلب من الفرد أن يؤديه من النوع الذي لا ينقص من احترامه لنفسه أو يهين كرامته.
خامساً: أن يتحرر الفرد من القلق النفساني بسبب حاضره ومستقبله.
سادساً: أن يشعر كل فرد بأن فرص الترقية مكفولة وأنها تتم بناء على أسس تتسم بالعدالة.
سابعاً: أن يهيئ له محيط عمل يتميز بالهدوء والصداقة والتعاون والآخاء.
ثامناً: أن يشعر كل من الرئيس والمرؤوس أنهما مكملين لبعضهما وان مصالحهما مشتركة وأهدافهما واحدة.
درجة رضاء الفرد عن عمله:
من العسير توضيح معنى كلمة رضاء أو عدم رضاء الفرد عن العمل الذي يقوم به بالدقة الكافية، فقد سلم معظم الباحثون في هذا الموضوع لصعوبة وضع تعريف شامل لهذين الاصطلاحين. والواقع أن رضاء الفرد عن عمله أو عدم رضائه عنه عبارة عن شعور يشعر به الفرد في قرارة نفسه وإن كان يصعب وصفه. كما أن درجة الرضاء عن العمل تختلف من فرد لآخر قد تختلف من وقت لآخر حسب الظروف التي يعمل فيها ووضعه الأدبي والمادي في محيط عمله وظروفه العائلية وقد أجريت أبحاث عديدة لقياس درجة رضاء الأفراد عن عملهم، واستخدام لهذا الغرض نظامي المقابلة وقوائم الأسئلة.
وأزهرت نتائج الأبحاث أن ما لا يقل عن 20% في المتوسط من الأفراد غير راضيين عن الأعمال التي يزاولونها، وأنهم يرغبون لو لم يعملو بها على الإطلاق. واتضح من بعض الدراسات أن وظيفة المديرين أكثر رضاء على أعمالهم من طبقة الموظفين والعمال، وأن أصحاب المهن الذين يشتغلون لحسابهم راضون عن عملهم بدرجة أكبر من أولئك الذين يعملون مقابل أجر شهري، وأن نسبة الرضاء بين هؤلاء أكبر منها بين العمال اليومية، وأها بين العمال غير المهرة.
والحقيقة أنه لا يمكن تقسيم الأفراد إلى قسمين: أفراد راضون عن أعمالهم وأفراد غير راضون عن أعمالهم، فليس هناك رضاء أو عدم رضاء تام ولكن هناك رضاء أو عدم رضائه عن عوامل في وظائفهم وأعمالهم. وترتفع الأهداف والأغراض التي يهدف إليها في عملها، بينما تنخفض درجة رضاء إذا لم يحقق معظم هذه الأهداف.
"ولكن ما هي أهداف الفرد من عمله؟
ولماذا يعمل بعض الأفراد بإخلاص بينما يحاول البعض الآخر التهرب من واجباته ومسؤولياته"؟
ولماذا يرى بعض الأفراد سعادة عظيمة في القيام بأعمالهم بينما يتضايق البعض الآخر منها؟
الواقع أن من الصعب معرفة أي الحوافز تسيطر على شخص معين في وقت معين. ويعتبر هذا الموضوع من الميادين التي ساهم فيها علماء النفس والاجتماع مساهمة فعالة للرفع من روح الأفراد المعنوية وللكشف عن الأسباب الحقيقية في عدم رضاء الفرد عن العمل الذي يزاوله. ولاشك أن النتائج التي وصلوا إليها من أبحاثهم في هذا المجال قد مهدت الطريق أمام الإدارة لمعرفة لطلبات الأفراد ومحاولة الاستجابة لها بغرض رفع معنوياتهم وتحسين مستواهم الإنتاجي.
وقد أثبتت الدراسات أن الاحتياجات المعنوية على درجة من الأهمية تعادل الاحتياجات المادية أن لم تكن أكبر منها.
وهناك عدة نظريات وآراء في هذا الموضوع. وقد قسم واتكو أحد علماء النفس احتياجات الإنسان إلى خمسة أقسام:
1. الحاجات الطبيعية وتشمل الطعام والماء والهواء وما إلى ذلك من عوامل تبقى جسم الإنسان معافى.
2. الحاجة إلى الأمان وتتضمن الحاجة إلى الحماية من الاخطاء الخارجية سواء على جسن الفرد أو نفسيته. ويقول واتكو في هذا الشأن أن معظم الأفراد يرغبون في الالتحاق بالأعمال التي تخلو نفسياً وعضوياً من الأخطاء والمتاعب.
3. الحاجة إلى التملك والحب وتشمل الحاجة إلى الشعور باهتمام المجتمع به والوصول إلى مركز محترم بين أفراده.
4. الحاجة إلى الاحترام وتتضمن الرغبة في احترام النفس والاعتماد عليها والشعور بالقوة وانه موضع ثقة الآخرين.
5. الحاجة إلى الشعور بأنه شخص مسئول في المجتمع والرغبة في الحصول على أعلى درجات لتقدم والاكتفاء الذاتي.
ولا يمثل هذا التقسيم إلا احد التقسيمات العديدة في هذا الموضوع، وفي بعض الأحيان تختلف احتياجات الفرد من شخص إلى آخر سواء من ناحية الكمية أو من ناحية النوع. فإذا كان هذا الفرد مثلاً يستطيع أن يشبع حاجته الطبيعية بدون القيام بأي عمل فإنه سيعمل باجتهاد رغبة في اجتذاب احترام المجتمع له، وفي هذه الحالة لا تكون الناحية المادية بالنسبة له في المرتبة الأولى من الأهمية، بل تأتي بعد الناحية المعنوية، بعكس الحال بالنسبة لفرد آخر قد يكون معظم اهتمامه منحصر في الحصول على المادة ليعيش، فلا شك ان الرغبة في اجتذاب احترام الآخرين ستأتي في المرتبة الثانية.
ونتيجة للتجارب والأبحاث التي عملت في هذا الشأن وجد أن احتياجات الأفراد تختلف من شخص لآخر نتيجة لخبرته السابقة وعمره وحالته الاجتماعية ودرجة تعليمية ومهنته وما إلى ذلك، وإذا لم تشبع حاجات الأفراد بالقدر المطلوب فلن تصل كفايتهم الإنتاجية إلى المستوى المنشود. إذن يجب على الإدارة أن تدرس حاجات الأفراد وتوفرها لهم كلما أمكن.
ولقد أجمعت الأبحاث والدراسات على أن أهم عشر حوافز تشجع الفرد على البقاء في عمله ورضاءه عنه هي:
1. الأجر وملحقاته.
2. عمل ثابت.
3. فرص الترقية والتقدم.
4. شروط عمل جيد.
5. زمالة طيبة بين العمال.
6. رقابة جيدة.
7. الاعتراف بأهمية الفرد.
8. الاهتمام بالعمل ونوعه.
9. ساعات عمل مقبولة.
10. المزايا العينية.
وقد أسفرت دراسة جامعة ميتشجان، أن هناك نسبة عالية من العمال أصحاب الإنتاج المرتفع يمتلكون شعوراً قوياً بالفخر والاعتزاز بجماعاتهم وذلك بالمقارنة بالعمال قليلي الإنتاج.
تنمية الروح الجماعية:
يساهم في تنمية الروح المعنوية الجماعية والقيادة الجماعية، حيث يساعد الأفراد في اتخاذ القرارات التي تؤثر على حياة الجماعة.
وهناك أدلة واضحة تؤكد أن المساهمة الجماعية وانخراط أفراد الجماعة له فوائد كثيرة في جميع المنظمات وعلى جميع المستويات فلابد من أخذ رأي المشرفين المباشرين قبل اتخاذ القرارات المنظمة للعمل والتي تمس حياة العمال، ولقد وجد أن أخذ رأيهم يجعلهم يعرفون عن كثب طبيعة العمل الذي يقوم به العمال تجعلهم يتحملون مسؤولية تنفيذ هذا العمل والإشراف عليه ولقد دل التجريب أن كل إنسان يسعى للحصول على الأمان ويعمل على إقامة علاقات ودية إيجابية قائمة على أساس التعاون، كما أنه يسعى لكي يشعر بقيمته الذاتية في وسط المجموعة التي يعمل بها.
يرغب الإنسان في أن يشعر بقيمته الذاتية وخاصة من قبل الجماعات التي يقيم معها علاقات وجها ولجه ومن أمثلة هذه الجماعات جماعة العمل وجماعة الأسرة وهما الجماعتان اللتان يقضي الفرد في رحابهما معظم وقته "هناك نوع آخر من الجماعات لا يلقي أفردها مثل جماعة هواة جمع طوابع البريد".
وهناك النماذج المنعزلة اجتماعياً أي الذين ينسحبون من الجماعة ويفضلون أن يعيشوا على هامشها، فلا يختلطون بأحد ولا يحبون أن يخالطهم أحد.
والواقع أن دراسة جامعة متشجان تمخضت عن حقيقة هامة وهي أنه لا يوجد صيغة واحدة أو أسلوب واحد أو نمط واحد من الإدارة الناجحة ولكن الدير الناجح هو الذي يستطيع أن يثير دوافع العمال الكامنة، وأن يوجه هذه الدوافع وتلك الطاقات لصالح جميع العاملين بالمؤسسة أي جميع الأطراف من عمال وأصحاب عمل.
ففي بعض الحالات كانت الإنتاج وكان الشعور بالرضا عن العمل تحت القيادة الفردية مساوياً لهما في القيادة الديمقراطية. ولكن هذه المسألة في حاجة إلى المزيد من البحوث. أما الاتجاهات المعاصرة والبحوث الحالية فتؤكد أن القائد الناجح هو الذي يمتاز بالمعرفة والقدرة على إثارة دوافع الناس وتوفير الحرية والنشاط.و لكي يتيح المشرع لعماله الحرية لابد أن يشعر بها بنفسه، فلا يمكن أن يعامل المشرف معاملة استبدادية صارمة وتطلب منه أن يكون ديمقراطياً إنسانياً متسامحاً فإن فاقد الشيء لا يعطيه، بل لابد من تربيته تربية ديمقراطية في المدرسة الابتدائية والأسرة.
ويميل المشرف الممتاز إلى أن يقيم مرؤسية تقييماً دقيقاً، وأن يوضح الفروق الواسعة بين مرؤوسيه الممتازين وغير الممتازين، أي أنه يوضح مدى التباين أو الاختلاف بين هؤلاء العمال، أما المشرف غير الكفء فإنه يميل إلى تقدير مرؤوسيه تقديراً واحداً حيث يعتبرهم جميعاً متقاربين أو متشابهين فلا يبرز ما بينهم من فروق، كأن يقدرهم جميعاً بتقدير مرضي أو جيد أو ممتاز.
وإلى جانب هذا يلقي علم النفس الاجتماعي أضواء على موضوعات هامة في الصناعة والعمل مثل:
- النشاط الاجتماعي للمشرفين الإداريين والعمال.
- الموقف في المصنع كموقف اجتماعي والعلاقات الاجتماعية بين العمل.
- الدور الاجتماعي في الصناعة وسائر مجالات العمل.
- مشكلات ترك العمل والغياب.
- الروح المعنوية في لعمل والعوامل المؤثرة فيها.
- ديناميات الجماعة والصحة النفسية في الجماعة.
- العوامل الاجتماعية المؤثرة في الإنتاج.
- الاتجاهات نحو العمل ونحو جماعات العمال.
- المسؤولية الاجتماعية في العمل وتنميتها.
في الجيش:
والجيش بذلك يخدم كمؤسسة اجتماعية تبني فيها شخصيات أفراده، ولا شك أن لعلم النفس الاجتماعي وفروعه التطبيقية مثل علم النفس العسكري أهمية بالغة في المجال العسكري في دراسة أسس السلوك والتفاعل الاجتماعي بين الأفراد والجماعات والوحدات.
وقد شهدت الحبان العالميتان الأولى والثانية، وخاصة الأخيرة تعاوناً بناء مثمراً نم رجال علم النفس ورجال القوات المسلحة، وأدى هذا التعاون إلى الوصول إلى مقاييس عديدة تستخدم في انتقاء أفرد القوات المسلحة من جنود وطلاب وضباط، ومن أمثلة الدراسات في هذا الصدد ما قام به فرنون وباري في لقوات المسلحة البريطانية، لتحقيق مبدأ وضع الرجل المناسب فيا لمكان المناسب على أساس الاختبارات النفسية المقننة الذي يتلاءم مع استعداده النفسي وقدراته العقلية وإمكانياته الفنية، كذلك انشيء قسم الخدمة الاجتماعية الذي يقوم ببحث مشكلات الأفراد وأسرهم.
ومن أهم هذه النواحي دراسة السلوك الاجتماعي للأفراد في الجماعة الصغيرة والوحدة الكبيرة.
ويهتم علم النفس الاجتماعي بدراسة التفاعل الاجتماعي بين أفراد الجماعة والقياد وبين الجماعة والجماعات الأخرى.
إن مثل هذه المعرفة تفيد في فهم السلوك الحاضر والتنبؤ بالسلوك في المستقبل، إذ إن الفرد في تفاعله مع الجماعة يجد نفسه أمام مسائل عديدة منها علاقاته مع الأفراد الآخرين سواء أكان جندياً أو ضابطاً أو قائداً.
ويهتم أيضاً بدراسة العوامل النفسية الاجتماعي التي تؤثر في تغير السلوك في الحرب النفسية مثل الشائعات والدعاية والإعلام وتغيير الاتجاهات والتعصب ودراسة الرأي العام ودراسة السلوك الفعلي للناس في حالة إعلان الحرب.
وتعتبر سيكولوجية القيادة وحدة خامة من وحدات دراسة لعلم لنفس الاجتماعي حيث تعتبر القيادة دوراً من أبرز الأدوار الاجتماعية.
إن القيادة الحقيقية هي الإحساس بمشاعر الأفراد ومطالبهم والتعبير عنها وإيجاد الوسائل لتحقيقها، لذلك فلابد للقيادات أن تعي دورها الاجتماعي ومن ثم الإلمام بالأسس العلمية لمفاهيم الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية القيادة الجماعية والتفكير الجماعي وإقامة التفاعل الاجتماعي على أساس سليم، ويتوافر هذا كله في دراسة علم النفس الاجتماعي.
في المجتمع بصفة عامة:
من أهم المبادئ التي يجب مراعاتها في المجتمع إقامة عدالة اجتماعية.
وتعتبر إقامة علاقات اجتماعية سليمة بهدف تغيير المجتمع إلى أفضل علمية هامة للغاية يتحكم فيها عوامل اجتماعية كثيرة إلى جانب عدة عوامل أخرى تلعب دوراً هاماً في تطوير المجتمع كالبيئة الجغرافية وعدد السكان وعملية الإنتاج ووسائل الإنتاج.
ويعرف علماء النفس الاجتماعيون علمهم بأنه:
"محاولة لفهم وتفسير كيفية تأثر أفكار ومشاعر وسلوك الأفراد وبجود حقيقي أو خيالي أو ضمني لأشخاص آخرين".
التعبير "وجود ضمني" يشير إلى نواحي النشاط العديدة التي يقوم بها الفرد بسبب وضعه "دوره" في بناء اجتماعي معقد وعضويته في جماعة ثقافية.
أما الاجتماع والانثروبولوجيا والسياسة فهي أنظمة تبحث في قوانين شاملة للبناء الاجتماعي، والتغير الاجتماعي، وتكوين الإطارات الثقافية، ماذا يحدث إذا تغير مواطني دولة معينة تدريجياً؟ مثلاً لولايات المتحدة، سوف تبقى اللغة الإنجليزية في لغة المواطنين.
عندما نقارن هذا بعلم النفس الاجتماعي، نجد أن هذا العلم يسعى لمعرفة كيف يتأثر أي عضو في المجتمع بالمثيرات الاجتماعية التي تحيط به، كيف يتكلم الفرد لغته الوطنية؟
علم النفس الاجتماعي، قبل كل شيء، هو فرع من علم النفس العام، لب موضوعه وجوهره نفس الشيء.
هناك مشكلات كثير لطبيعة الإنسان في حاجة إلى حل بعيدا ً عن الاعتبارات الاجتماعية: مثل مشكلات السيكوفيزيقا، وعمليات الإحساس، والوظائف الانفعالية والذاكرة وطبيعة تكامل الشخصية، إذن علم النفس الاجتماعي يتداخل علم النفس العام ولكنه لا يماثله. ولكي نتبع تاريخ علم النفس الاجتماعي سوف لا نفحص كل الفلسفة السياسية لبنثام أو كل اجتماع هربرت سبنسر، وإنما نلتقط فقط الفروض السيكولوجية التي توم عليها بقية نظرياتهم الاجتماعية. ولكن نهتم فقط بالأجزاء التي لها علاقة بتفسير السلوك الاجتماعي.
ونحن نهتم بدراسة الفرد والمجتمع من زاويتنا الخاصة وهي دراسة السلوك الاجتماعي للأفراد كاستجابات لمثيرة اجتماعية، وهدف دراستنا هو الإسهام في بناء مجتمع أفضل قائم على فهم سلوك الفرد والجماعة.
والأسرة هي الخلية الأولى للمجتمع، ولابد أن تتوافر لها كل أسباب الحماية مجددة لنسيجه، متحركة بالمجتمع إلى مستقبل أفضل.
من هذا العرض نجد أن هناك عدة مفاهيم أساسية تهم دارس علم النفس الاجتماعي وبصفة خاصة من يقوم بمهمة التدريس أو قيادة وتوجيه الأطفال والشباب والإعلام والعلاقات العامة والخدمة الاجتماعية والإلمام بها والتعمق العلمي في دراستها.
التطبيقات العملية لعلم النفس الاجتماعي
نقصد بالتطبيقات العملية ما يجب عمله على كل من الوالدين والمربين والمسئولين عن الجماعة والتنشئة والتطبيع الاجتماعي للأفراد والجماعات، وحتى يتحقق التوافق الشخصي والاجتماعي.
إن دراستنا لعلم النفس الاجتماعي يجب أن تساعدنا فيما يلي:
فهم السلوك الاجتماعي للفرد والجماعة، ومعرفة العوامل المحددة للسلوك الاجتماعي.
مراعاة أهمية إشباع الحاجات النفسية الاجتماعية للفرد.
الاهتمام ببناء الجماعة وتركيبها، وإن يكون التفاعل الاجتماعي سليماً.
العمل على تماسك الجماعة وجاذبيتها للأفراد.
معرفة الدوافع الاجتماعية للسلوك البشري حتى يمكن توجيه الوجهة السليمة.
تعليم الفرد الأدوار الاجتماعية المختلفة المتعددة التي ليلعبها في المجتمع وتجنب صراع هذه الأدوار.
الاهتمام بتكوين الاتجاهات النفسية الاجتماعية السليمة التي تعتبر عاملاً هاماً في تحديد السلوك الاجتماعي لفرد والجماعة.
الاهتمام بظاهرة التغير الاجتماعي المستمر ضماناً لبناء مجتمع عصري يستند إلى العلم والتكنولوجيا.
التركيز على عملية التنشئة الاجتماعية، تلك العملية الهامة التي تشكل السلوك الاجتماعي لفرد وتحوله من كائن حيوي إلى كائن اجتماعي وتكسبه صفة الإنسانية، ومواجهة العوامل التي تعرقل هذه العملية.
الاهتمام بالنمو الاجتماعي للفرد من الطفولة إلى الشيخوخة ونمو الذات في جو نفسي صحي حيث يتعلم المعايير السلوكية السليمة وينمو ذكاؤه الاجتماعي وضميره الاجتماعي ويتعلم التعاون ويحقق توافقه الشخصي والاجتماعي.
النظر إلى وسائل الإعلام من صحافة وإذاعة وتلفزيون وسينما نظرة تتناسب مع أهميتها في عملية التنشئة الاجتماعية وأهميتها في المجتمع الحديث.
الاهتمام بدراسة الأمراض النفسية والاجتماعية والعمل على الوقاية منها.
إجراء البحوث والدراسات المتعلقة بكافة موضوعات لعم النفس الاجتماعي.
0 comments:
إرسال تعليق